الحرب العالمية الثالثة أم خوف العالم الإسلامي؟

بقلم: أبهروي
صحفي في Aswinnews.com

في ظل الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، ينشغل بعض المسلمين بعبارة: “لا يجب أن نستفز الحرب العالمية الثالثة”. إنه قلق يبدو عقلانياً، لكنه يخفي جرحاً عميقاً في عقل وضمير الأمة اليوم.

بينما يزداد بطش الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه بشكل علني وهمجي، يختار معظم العالم الإسلامي ضبط النفس باسم “الحفاظ على الاستقرار العالمي”. لكن التاريخ يعلمنا أن الحقيقة والنصر لا يولدان من الخوف. في زمن الخلافة، واجه المسلمون أعداءً يفوقونهم في القوة العسكرية والتكنولوجية. ولكن النصر لم يكن حليف من يملك العدد أو السلاح، بل من كان لديه الإيمان والشجاعة ليقول: “حسبنا الله ونعم الوكيل”.

للأسف، هذه الروح باتت شبه غائبة اليوم. العالم الإسلامي لا يبدو عاجزاً بسبب ضعف موارده، بل لفقدانه الاتجاه والجرأة. المنظمات الإسلامية الكبرى مثل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، تكتفي بإصدار بيانات الشجب والاستنكار، دون أي فعل سياسي أو اقتصادي حقيقي. لا عقوبات. لا ضغوط حقيقية. بل إن بعض الدول الأعضاء طبّعت علاقاتها مع المحتل، وزادت من جراح فلسطين بابتسامات دبلوماسية زائفة.

ومع هذا الصمت، اهتزّ العالم في أبريل 2024 حين ردّت إيران على قصف إسرائيلي لمقر دبلوماسي في دمشق أدى إلى مقتل عدد من قادتها العسكريين. فجّرت إيران العشرات من الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. فصرخ العالم: “هل بدأت الحرب العالمية الثالثة؟”

لكن، ماذا حدث فعلاً؟

لم تقع حرب شاملة. بل وقف العالم مذهولاً. لأول مرة منذ عقود، رفعت دولة من العالم الإسلامي راية الكرامة وقالت: الكرامة ليست شعاراً فقط. إيران – سواء أحببناها أم لا – أثبتت أن الرد ليس جنوناً، بل رسالة واضحة: أن المظلوم لن يبقى صامتاً إلى الأبد.

لسنا هنا لتمجيد إيران. ولسنا في معركة بين سنة وشيعة. نحن نتحدث عن الضمير وكرامة الأمة.

على المستوى الوطني، تبذل منظمات إسلامية جهوداً لجمع التبرعات ونشر التضامن. لكن هل هذا كافٍ؟ أين الضغط السياسي على الدول الإسلامية لتتحرك في المحافل الدولية؟ أين الاستراتيجية المشتركة لتحويل التضامن إلى قوة مؤثرة؟

نحن لا نفتقر إلى الأصوات. نحن نفتقر إلى الاتجاه، والعزيمة، والشجاعة. لسنا بحاجة إلى حرب عالمية ثالثة، ولكن لا يمكننا السكوت عن الإبادة الجماعية تحت غطاء “السلام الكاذب”.

إذا استمرّ العالم في الاختباء خلف الخوف من حرب كبرى، فما جدوى مليار مسلم؟ وما فائدة المساجد المليئة كل ليلة إذا كان صوتنا لا يستطيع إيقاف بكاء طفل في غزة؟

الخوف من الحرب العالمية الثالثة لا يجب أن يكون مبرراً لإسكات الحقيقة. بل هذه اللحظة هي الفرصة لنُثبت أن الإيمان ليس مجرد عبادة فردية، بل قوة جماعية قادرة على زلزلة العالم.

Al-ḥarb al-‘ālamiyyah ats-tsālitsah am khawf al-‘ālam al-islāmī?
Bi-qalami: Abahroy
Ṣaḥafī fī Aswinnews.com

Fī ẓilli al-ibādah al-jamā‘iyyah al-mustamirrah fī Ghazzah, yansyaghilu ba‘ḍu al-muslimīn bi-‘ibārah: “Lā yajibu an nastafizza al-ḥarb al-‘ālamiyyah ats-tsālitsah.” Innahū qalaq yabdū ‘aqlāniyyan, lākin yukhfī jurḥan ‘amīqan fī ‘aql wa ḍamīr al-ummah al-yawm.

Baynamā yazdādu baṭsh al-iḥtilāl al-Isrā’īlī wa ḥulafā’uhū bi-syikl ‘alānī wa wahshī, yakhtāru aktsar al-‘ālam al-islāmī kaẓm al-ghaiẓ bi-ismi “ḥifẓ al-istiqrār al-‘ālamī.” Lākin al-tārīkh yu‘allimunā anna al-ḥaqq wa al-naṣr lā yūladān min al-khawf. Fī ‘ahdi al-khilāfah, wājah al-muslimūn a‘dā’an fawqahum fī al-quwwah wa al-tiknūlūjiyā. Wa lākin al-naṣr kāna li-man ‘indah al-īmān wa al-shajā‘ah li-yaqūl: “Ḥasbunallāh wa ni‘ma al-wakīl.”

Lā asaf, hādhā al-rūḥ qaad tusbiḥ maghmūrah al-yawm. Al-‘ālam al-islāmī lā yabdū ‘ājizan bi-sabab qullat al-quwwah, bal li-faqd al-ittijāh wa al-shajā‘ah. Al-munazzamāt al-islāmiyyah al-kubrā ka-Munazzamat al-Ta‘āwun al-Islāmī wa Jāmi‘at al-Duwal al-‘Arabiyyah la ta‘malu illā bi-bayānāt shajb dūna ayy iqrār siyāsī aw iqtisādī. Bal inna ba‘ḍ al-duwal qad ṭabba‘at ma‘a al-muḥtallīn.

Wa fī wujūd al-ṣamt, al-‘ālam ihtazza ‘inda rad Iran ‘alā qaṣf Isrā’īlī li-safārah fī Dimasq. Fa-atba‘at Iran bi-‘asharāt al-ṣawārīkh wa al-ṭa’irāt al-musayyirah. Ṣāḥa al-‘ālam: “Hal bada’at al-ḥarb al-‘ālamiyyah ats-tsālitsah?”

Wa mādhā ḥadatha?
Lā shay’a. Bal waqafa al-‘ālam mudh‘ūlan. Iran (sawā’an nuḥibbuhā aw lā), qad arat anna al-radd laysa junūnan, bal risālah waḍiḥah.

Naḥnu lā numajjid Iran. Wa lā nataḥaddathu ‘an Sunni aw Shī‘ī. Innamā nataḥaddath ‘an al-ḍamīr wa karāmat al-ummah.


Loading

Tinggalkan Balasan

Alamat email Anda tidak akan dipublikasikan. Ruas yang wajib ditandai *